وسط حضور أكاديمي دولي واسع …
عميد كلية الإمام الكاظم يشارك في المؤتمر الدولي بشأن إعمار العتبات المقدسة في جامعة أصفهان
الاعلام والاتصال الحكومي ـ أصفهان
شارك عميد كلية الإمام الكاظم (ع) للعلوم الإسلامية الجامعة الدكتور عبد الجليل منشد خلف، في المؤتمر العلمي الدولي الموسوم “بناء العتبات المقدسة وإعادة إعمارها وتطويرها عبر التاريخ”، الذي انعقد في جامعة أصفهان، بمشاركة واسعة من أكاديميين وباحثين ومتخصصين في التاريخ الإسلامي والفنون والعمارة والثقافة الدينية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد خلف أن العتبات المقدسة تمثل رمزاً لهوية الأمة ووجدانها الحضاري، وميداناً لتجدد العلاقة بين الإيمان والعلم، وبين العقيدة والعمل.
وأوضح أن إعمار العتبات عبر التاريخ لم يكن عملاً إنشائياً فحسب، بل مشروعاً حضارياً متكاملاً يجسد عمق الانتماء إلى مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، ويعبّر عن وعي الأمة وهويتها الإسلامية، مشيراً إلى أن المؤمنين في كل عصر أعادوا بناء ما هدمه العدوان حباً وإخلاصاً لأئمة الهدى.
كما شدّد عميد الكلية على أن تطوير العتبات اليوم يجب أن يتجاوز الجانب المادي إلى البعد الفكري والثقافي والاجتماعي، مبيناً أن العمارة الإسلامية في جوهرها لغة من لغات الإيمان تعبّر عن الجمال الإلهي المكنون في الروح والعقل.
ودعا إلى جعل إعمار العتبات مدخلاً لتطوير الوعي ونشر ثقافة الزيارة الواعية التي تبني الإنسان والمجتمع، لافتاً إلى الدور الحيوي للشباب في حماية الهوية الدينية وضرورة إشراكهم في مشاريع الإعمار والخدمة والتوعية.
وأكد الدكتور عبد الجليل منشد خلف أن التكامل بين الجامعات والعتبات المقدسة يشكل أساساً لبناء الإنسان علماً وروحاً، وأن الجامعة والعَتبة تتكاملان في تحقيق رسالة واحدة عنوانها بناء الإنسان. كما بيّن أن هذا المؤتمر يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين العتبات المقدسة والجامعات في العراق وخارجه، كما دعا إلى استمرار عقد مثل هذه المؤتمرات لتوحيد الجهود في خدمة الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وصون التراث الإسلامي والهوية الحضارية للأمة.
وتضمّن المؤتمر محاور علمية متعددة تناولت تاريخ العتبات المقدسة منذ تأسيسها، ودور الحكام والعلماء والمحسنين في إعمارها، وأثر الزيارات والشعائر الدينية في تطويرها وترسيخ هويتها الإسلامية.
وعلى هامش المؤتمر شاركت كلية الإمام الكاظم (ع) ببحثين علميين، الأول بعنوان: “الاحتلال البريطاني لمملكة أوده وإثره على مسارات الدعم المالي الهندي للعتبات المقدسة في العراق (1856-1931م)” قدمه الأستاذ الدكتور ماهر جاسب، فيما جاءت المشاركة الثانية للتدريسي م.م. فاضل حاتم الموسوي بعنوان “المقاومة الإسلامية ودورها في الدفاع عن المقدسات الإسلامية ـ حماية العتبات المقدسة والحفاظ على الهوية الشيعية انموذجا”.
وقد ناقش المشاركون الدور الفني والمعماري والثقافي للشعوب الإسلامية في توثيق ونشر ثقافة الولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، عبر النتاجات الفكرية والمجلات والدوريات والبحوث العلمية المتخصصة.
ومن المقرر أن تتواصل أعمال المؤتمر لمدة يومين، لمناقشة محاور تتعلق بالتراث المعماري والديني للعتبات المقدسة، وسبل تعزيز الشراكة العلمية والثقافية بين الجامعات والمؤسسات الدينية، خدمةً للهوية الإسلامية وصوناً للإرث الحضاري للأمة.
المؤتمر يُعد واحداً من أهم الفعاليات العلمية في هذا المجال، إذ يهدف إلى تسليط الضوء على المسيرة التاريخية لإعمار العتبات المقدسة، ودراسة أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية، بوصفها رموزاً خالدة في ذاكرة الأمة الإسلامية ومراكز إشعاع روحي وحضاري.